صناعة زيوت التزييت – إقتصاديات الصناعة وخيارات الإستثمار

تعتبر صناعة زيوت التزييت في مقدمة الصناعات الستراتيجية في دول العالم كافة، لأن منتجاتها العديدة تستخدم في كثير من الأنشطة الضرورية للعالم المتمدن. فوسائل المواصلات ، محطات توليد الكهرباء، مرافق المياه والمجاري، المكائن والمعدات في المصانع والمعامل الإنتاجية الأخرى جميعها لا يمكنها الإستمرار في العمل إذا لم تتوفر لها الكميات والنوعيات المناسبة من الزيوت.

وتزداد أهمية هذه الصناعة عاما بعد عام مع التطورالمستمر في تصميم المكائن والمحركات حيث يشترط المصنعون لتلك المكائن والمعدات وجوب أن تكون الزيوت بمستوى إداء عالي لتجتاز ظروف التشغيل القاسية لعمل تلك المحركات. ورغم إستجابة هذه الزيوت لمتطلبات التقدم التكنولوجي، إلا أن مشاكل جديدة قد تظهرمما يستدعي من صناعة الزيوت أن تكون دائما في حالة تطورمستمر يواكب إحتياجات هذا التقدم.

وقد إعتمدت هذه الصناعة في فترات تطورها المختلفة على تكريرالنفط الخام بشكل أساسي وسوف يستمرهذا الموقف لسنوات عديدة قادمة، إلا أن الضغوط التي يفرضها عليها التقدم الصناعي المتصاعد يحولها الى صناعة تخصصية ذات مجالات متعددة وتحتاج الى الإستمرار في البحث عن تقنيات ووسائل إنتاج أكثر كفاءة وفاعلية.

إن زيوت التزييت بأنواعها كافة تمثل نسبة ضئيلة من المنتوجات النفطية القادمة من المصافي بصورة عامة، وحتى في الدول المتقدمة صناعيا يكون حجم الزيوت لا يتجاوز 5% من الحجم الكلي للمنتوجات النفطية المكررة من النفط الخام، ومع ذلك، فإن الدهون (زيوت التزييت) مهمة جدا ولها دوركبير في التقدم الصناعي للدول ممايجعل التفكير جديا في البحث عن وسائل عملية لإستخلاصها من النفط الخام بأقل كلفة وأكثر مرونة من الناحية التشغيلية لتأتي بنتائج تحقق المواصفات المطلوبة والجودة الأفضل.

العوامل الرئيسية لإنتاج زيوت التزييت؛

ترتكز صناعة زيوت التزييت على ثلاثة عوامل لها الدور الأساسي المشترك في إنتاج زيوت جاهزة للتسويق كل ٌحسب مجال إستخدامها وهي؛

  1. إختيارالنفط الخام. .. Crude Oil Choice
  2. عمليات الإنتاج (الوحدات التشغيلية)… Process Units
  3. الإضافات ( المُحسّنات)… Lubricant Additives

Major Factors in Production of Petroleum Based Lube Oils,

Crude      Processing  Base Stock Additives  Product

Choice Quality   Performance

1- إختيار وتجهيز النفط الخام

عند التفكيرفي إختيار أحد النفوط الخام لإنتاج زيوت التزييت، فيجب دراسة ما يلي؛

آ- نسبة إحتواء هذا الخام على مقطرات ثقيلة تكون لزوجتها صالحة للتزييت وتغلي عادة بين 300-700 درجة مئوية.

ب- نسبة ما يحتويه الخام من المواد غيرالمرغوبة وخاصة الأسفلتين والمركبات الصمغية والشمعية حيث سينعكس ذلك على نوع وحجم المنشآت والمعدات اللازمة لفصلها، إذ كلما زادت نسبتها زادت تكاليف الفصل وقلّت كمية المنتوج.

وتعتبر دراسة النفوط الخام وتحليل خواصها الفيزيائية والكيميائية من الدراسات الأساسيةلإقامة أي مشروع لإنتاج زيوت التزييت، ويرجع ذلك الى التباين والإختلاف في تركيب وخواص هذه الخامات ولهذا لا تصلح كل النفوط الخام لإستخلاص الزيوت، كما يُشترط أن يكون النفط الخام من أصل برافيني أو نفثيني أو خليط منهما..، أما النفط الخام ذو الأساس الأروماتي أو الأسفلتي فلا يصلح لإنتاج الزيوت إقتصاديا. كذلك فإن الخامات الخفيفة لايمكن إعتمادها لإنتاج زيوت التزييت حيث أن المتبقي منها في أبراج التكريربعد فصل مقطرات الوقود(الغاز- البنزين- النفط الأبيض وزيت الغاز) قليل جدا وأيضا لزوجتها تكون عادة منخفضة، وكمثال فإن الخام النيجيري والخام الأسترالي ليسا ملائمين تماما لإنتاج الزيوت بسبب عدم إحتوائها على نسب إقتصادية من المقطرات الصالحة لإنتاج زيوت التزييت بالطرق التقليدية.

وبضوء ذلك، فأن النفوط الخام المنتجة في مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تعتبر أكثر الخامات المتوفرة عالميا صلاحية لإنتاج زيوت التزييت ذات المستوى الممتاز والمرتفعة الثمن، أهمها الخام الإيراني – العراقي – القطري – الجزائري والخام العربي الخفيف.

وبوجه عام، فأن توفر النفط الخام الصالح لإنتاج الزيوت ذات النوعية العاليةوالقيمة المرتفعة يقل عاما بعد عامفي مناطق الإنتاج المختلفة، ومن المتوقع أن يزداد هذا الموقف تفاقمافي السنوات القادمة حيث سيؤدي إما الى إستبدال الخام الحالي بآخرمستورد أو من إنتاج مواقع أخرى، أوالى إستخدام طرق إنتاج غير تقليدية وهذه بدورها سترفع تكاليف الإنتاج في بعض المناطق التي لن يتوفر لديها الخام المناسب بأسعار مناسبة.وكتأثيرآخرمباشر ناجم من إبدال النفط الخام، هو المحتوى الكبريتي العاليالذي يتطلب تغيرات هامة في معادن صنع المعدات وهذا بسيط ويسيرعند إنشاء المصافي الجديدة ولكنه يتطلب كلف عاليةفي المصافي القائمة، أما التأثير غير المباشرفهو أن المختصين في مصافي إنتاج الزيوت لهم خبرة طويلة الأمد تقتصرعلى نوع معين ومحدد من النفوط الخام دون التعامل مع أنواع أخرى.

2- عمليات الإنتاج/ الوحدات التشغيلية؛

عند تصميم وحدات مشروع لإنتاج زيوت التزييت يجب مراعاة إمكانية معالجة نفوط خام مختلفة فيها، وذلك حتى يمكن للمشروع الإستمرار في الإنتاج إذا ما تغيرت الخامات المتاحة حينذاك. ويرتبط مجمع المشروع عادة بأحد مصافي التكريرلضمان الحصول على زيت الوقود المتبقي من أبراج التكريرالذي يعتبر المادة الخام المغذية لوحدات المجمع لإحتوائه على مقطرات زيوت التزييت ويسمى أيضا الخام المختزل (Reduced Crude).

وقبل الخوض في العمليات الخاصة لإنتاج الزيوت الأساس التي سينتج منها زيوت التزييت المختلفة يجدر إيضاح الآتي…

  • إن تسمية الزيوت الأساس Base Oils(لا تتجاوز 4-5 أنواع)تخص مقطرات أومقاطع الزيوت  Oil Cuts/ Distillatesبعد فصلها ومعالجتها بشكل تعاقبي في وحدات المجمع، في حين تسمية الزيوت الجاهزة Finished Oilsتعود الى خلطة أو تركيبة مكونة من زيت أساس واحد أو أكثر مع نسبة معينة من المحسنات الكيمياوية وفقا لمواصفة كتيّب أونشرةإستخدام الزيت، وهذه الزيوت الجاهزة بمختلف درجاتها ونوعياتها هي التي تعبأ وتسوق الى الجهات المستفيدة..(زيوت محركات السيارات، زيت التروس، زيت الترباين، زيوت نقل الحركة…إلخ).
  • للزيوت الأساس مواصفات محددة، هذه المواصفاتتمنح الزيوت صفة صالحة أو رديئة لخاصية التزييت فيها، وتتحقق هذه المواصفات خلال عمليات الفصل والمعالجة التي تحصل بشكل تعاقبي في وحدات مجمع الإنتاج حيث ترسل هذه الزيوت نقية خالية من المركبات الضارة الى وحدات المزج والتعبئة لتتحول بعدها الى زيوت جاهزة للتسويق والإستخدام.

ويشتمل مجمع إنتاج الزيوت على خمس وحدات تشغيلية  رئيسية إضافة الى وحدات أخرى مساندة، نحصل من بعضها على المواصفات المطلوبة أوالمستهدفة للزيوت الأساسإضافة الى عمليات الفصل والمعالجة في الوحدات الأخرى وكما يلي؛

أولا- وحدة التقطير الفراغي//إنتاج مقطرات الزيوت الأساس الخفيفة والمتوسطة وتحديد لزوجتها ودرجة الوميض..Viscosity &Flash Point

ثانيا- وحدة إزالة وفصلالأسفلت// إستخلاص مقطرزيت الأساس الثقيل وفصل الأسفلت..      Bright Stock Cut// De-Asphalted Oil.

ثالثا- وحدة الإستخلاص بالفرفرال// فصل المركبات الأروماتية عن مقطرات الزيوت لتحسين معامل اللزوجة (Viscosity Index -تغيّر اللزوجة مع درجة الحرارة) والثبات ضد الأكسدة. Oxidation Stability…ويستخدم مذيب الفرفرال وفي بعض الدول مذيباتأخرى في عملية الإستخلاص والفصل وهي إستيرادية.وتعتبر هذه الوحدة من الوحدات المعقدة وذات ظروف تشغيلية صعبة، والتوجهات الحديثة تتضمن إنشاء وحدة تكميلية معها   Supplement Unitأو إلغاءها وأستبدالها بوحدة الهدرجة الشديدة أوالعميقة Severe or Deep Hydrogenation)..

رابعأ- وحدة إزالة وفصل الشمع// فصل الشمع عن مقطرات الزيوت لتحسين درجة الإنسكاب وسيولة الزيت لمنع الإنجماد.Pour Point &Low Temp. Fluidity ويستعمل في عملية الفصل مذيبات التولوين والمثيل أثيل كيتون وهي إستيرادية، لذا فإن هذه الوحدة كبيرة وذات كلف تشغيلية عالية مما حدا بالتوجهات الحديثة في الصناعة النفطية الى إلغائها كليا أو جزئيا والذهاب الى تكنلوجيا تكسير الشمع بالعامل المساعد Catalytic De-Waxing.

خامسا- وحدة المعاملة بالهيدروجين// معالجة مقطرات الزيوت بالهيدروجين لتحسين اللون والرائحة .. Color &Odor

بعد مرحلة عملية الهدرجة، تتغير تسمية مقطرات الزيوت الى تسمية الزيوت الأساسحيث ترسل هذه الزيوت نقية خالية من المركبات الضارة الى وحدات المزج والتعبئة في المصافي لتتحول بعدها الى زيوت جاهزة للتسويق والإستخدام، أو تجهّز بالسعر التصديري لكل نوع الى معامل القطاع الخاص لإنتاج زيوت التزييت المشيّدة وفقا لإجازة دائرة التنمية الصناعية مسبوقة بموافقة وزارة النفط بذلك.

3-الإضافات (محسّنات الزيوت- Lubricant Additives)؛

لمعظم الإضافات تأثير على الزيوت الأساس من ناحية معالجة وتحسين خواصها وبالذات مستوى الإداء، إلا أن مدى التحسن الذي يمكن الحصول عليه لا يعزى فقط الى نوع الإضافات بل الى تركيب الزيت وطريقة إنتاجه أيضا..كما أن تحسين الخواص بواسطة الإضافات أو زيادة نسبتها لا يكون بشكل مطلق إذ أن إستجابة الزيوت للإضافات لها حدود وغالبا ما تصل الى حدها الأقصى حيث لا يكون للزيادة أي تأثير.

 إن مستوى أداء زيوت التزييت يعتمد على عاملين هما؛

  • مصدر أو أصل ونوعية الزيوت الأساس.

إن نوعية الزيوت الأساس تتأثر بكل من مصدر النفط الخام وإسلوب وطرق التصفية، لذا يتوجب الدقة في إختيار الزيت ومدى الإستجابة للمحسنات المضافة..

  • الإضافات (المحسنات) المستخدمة لرفع مستوى الأداء.

في السنوات الأخيرة، حصلت تطورات هامة في صناعة المحسنات بحيث إن الإرتقاء بمستوى الزيوت ينجز الآن من خلال كيمياء المحسنات الجديدة Additive Chemistryبالتوازي مع  تحسين طرق إنتاج الزيوت الأساس، ما جعل بالإمكان إستخدام الزيوت الأساس ذات النوعيات المتدنية الحالية لإنتاج زيوت تزييت في إستعمالات معينة بنسب عالية من الإضافات.

وبضوء ما ذكر آنفا، يرى المنتجون إن تحقيق مستوى الأداء العالي المتزايد والمطلوب من زيوت التزييت يقود الى إستخدام وإدخال زيوت أساس أفضل جودة في تركيبة ومزج هذه الزيوت..لذلك لا يمكن الإعتماد فقط على الإضافات لتحسين الأداء بل يجب العناية أولا بطرق تصفية ومعالجة الزيوت الأساس للوصول الى الحد المعقول في المواصفة الذي عنده تكون إستجابة الزيت للإضافات سائرة في الإتجاه السليم وبالنسب الإقتصادية التي تحقق التركيبة الأمثل لمستويات الأداء المطلوبة من زيوت التزييت.

إقتصاديات الصناعة…ما العمل.؟؟!

عند تحليل وقراءة ما ورد في التقريرآنفا نجد إن المرتكزات الثلاثة لصناعة زيوت التزييت بينها علاقة متكاملة لا تتحقق هذه الصناعة إلا بتوافر تلك العوامل مجتمعة ( المحسنات – زيوت أساس عالية الجودة – نفط خام ملائم) وهذا الموقفينطبق على جميع مصافي الزيوت المنتشرة في بلدان العالم، والآن لنرى مدى تطابق أو إختلاف ذلك على أرض الواقع في العراق..

يمتلك العراق 6 مجمعات لإنتاج زيوت التزييت مشيدة داخل مواقع المصافي الرئيسية في كل من البصرة وبغداد وبيجي وموقفها الإنتاجي كما يلي؛

  • البصرة؛ أنجزالمجمع عام 1980م  في مصفى البصرة بطاقة 100 ألف طن سنويا ولم تتم المباشرة بتشغيله حيث تزامن مع بداية الحرب العراقية الإيرانية، جرت محاولة التشغيل التجريبي للمشروع ولم يستمر ذلك حيث تعرّض بعدها للتدميرخلال حرب الخليج الأولى عام 1991، ثم أعيد التشغيل والإنتاج عام 1996 ولم يستمر أيضا للشحة والنقص العام في توفيرخدمات الطاقة وبالأخص الماء والبخار ولغاية الآن.
  • بغداد؛توجد في مصفى الدورة 3 مجمعات، الأول أنجزعام 1957 بطاقة 25 ألف طن سنويا وهو شبه ملغى حاليا، الثاني عام 1968 بطاقة 36 ألف طن سنويا والثالث عام 1978 بطاقة 60 ألف طن سنويا ويعمل الثاني والثالث بالتناوب بين التشغيل والإيقاف لإرتفاع التكاليف التشغيلية مع إنخفاض الطلب لإنعدام التنافس مع الموجود في السوق المحلي المُتخم بالمستورد.
  • بيجي؛في موقع مصافي بيجي يوجد مجمعان أنجزا عام 1984 طاقة كل منهما 125 ألف طن سنويا كانت مخصصة لأغراض التصدير، إلا إنهما تعرضا للدمار العنيف في حرب الخليج الأولى عام 1991 وبعد حملة الإعمار تم تجميع خط إنتاج واحد منهما بطاقة متوسطة ولم يستمر الإنتاج لإرتفاع الكلف التشغيلية مقارنة بمعدلات الإنتاج إضافة الى شحة المواد الإحتياطية والكيمياوية.

في إحصائية لوزارة التخطيط عام 2019،  بيّنت أن عدد السيارات حاليا في العراق بحدود 7 ملايين سيارة صالون بنزين وحوالي 500 ألف سيارة ديزل (الكَـاز) وتقريبا 100 ألف من الآليات والمعدات،

 وعلى فرض أن سيارات الصالون تستبدل 5 لترمن الزيت شهريا فسيكون حجم الإستهلاك السنوي من زيوت محركات البنزين تقريبا؛

7مليون × 5× ×12 = 420 مليون لتر/سنة ( 420 ألف م3/سنة)

والإستهلاك السنوي لزيوت محركات الديزل والآليات على فرض الإستبدال يكون 20 لترمن الزيت شهريا ( 500 ألف + 100ألف) × 20 × 12 = 144 مليون لتر /سنة (144 ألف م3/سنة)

وبهذا يكون الإستهلاك السنوي من زيوت محركات السيارات فقط يساوي 564 مليون لترسنويا (564 ألف م3/سنة) والذي يمثل 50-60% من الإستهلاك الكلي لزيوت التزييت.

ولما كان سعر بيع اللتر الواحد من الزيت العراقي بحدود 3 آلاف دينارفي الوقت الحاضر، عليه فإن الواردات السنوية لمبيعات زيوت محركات السيارات فقط ستكون؛

564 مليون لتر × 3 آلاف دينار =  1692مليار دينارسنويا.

وإذا أكملنا التسعيرة لمبيعات انواع الزيوت الأخرى ومبيعات الأسفلت والشموع والنواتج العرضية لمصافي إنتاج الزيوت، سيظهر لنا حجم الواردات السنوية الكبير لطاقات إنتاجية معطلة يمكن إستثمارها.

وبالعودة الى تساؤلنا ومناقشة المرتكزات الثلاثة لصناعة زيوت التزييت في العراق، فعند الأخذ بما يشبه دراسة جدوى أولية نرى أن ظروف ووسائل الإنتاج  وإقتصاديات الصناعة في العراق أفضل نسبيا من بعض الدول التي تمتلك مصافي لإنتاج الزيوت وذلك للأسباب التالية..؛

  1. النفط الخام// إن العراق من الدول المنتجة للنفط ويمتلك احتياطي كبير كما أن معظم نفوطه ذات نوعية صالحة لانتاج زيوت التزييت، لذا فإن المشاكل الناجمة عن إبدال النفوط وشحة نوعيتها ممكن تجاوزها.
  • مجمعات الإنتاج// وجود منشآت ووسائل إنتاج عديدة لإنتاج الزيوت منتشرة في مواقع متفرقة في العراقوطاقات مختلفة، ورغم أن طرق الإنتاج فيها تقليدية (الفصل والمعالجة بالمذيبات)، إلا إن هناك مجالات وإمكانيات واسعة لتطويرها بإضافة أو إستبدالها بالتقنيات الحديثة (عمليات الهدرجة والتكسير بالعامل المساعد) في المجمعات القائمة حاليا.
  • الإضافات(المحسنات)// لغرض مسايرة متطلبات التقدم التكنولوجي في صناعة المحركات والمعدات، فلا بد من زيوت فائقة الجودة تغطي وتفي هذه المتطلبات وكانت الإضافات بأنواعها المتعددة هي الحل حيث تجاوزت نسبة الإضافة لبعض الزيوت حدود 20%  من حجم زيوت التزييت وهذا يشكل نسبة كبيرة من تكاليف الإنتاج وتشكل عائقا للحكومة في إستمرار الإنتاج لإن تجهيزها يحتاج الى توفير تخصيصات كبيرة بالعملة الصعبة.

وبصدد الفقرة 3 أعلاه وكما ورد ذكره آنفا، فبالإمكان تجاوزهذا العائق من خلال الإقتصار على إنتاج الزيوت الأساس فقط وتسويقه على الوجه التالي؛ إنتاج زيوت جاهزة لتلبية الطلب الحكومي // تجهيزمعامل القطاع الخاص لمزج وتعبئة الزيوت العاملة بموجب إجازة التنمية الصناعية// وتصديرالفائض بأنواعه كافة وبيعه عبر منافذ التصديرحسب تسعيرة النشرة العالمية.

بضوء ما تقدم، ومن خلال الخبرة المتراكمةفي هذا الإختصاص والإطلاع على العروض المتقدمة من شركات ومكاتب إستثمارية ورغبة الجهات الحكومية ذات العلاقة، نعتقد أن إعادة الجدوى الإقتصادية لهذه الصناعة ممكن أن يكون وفق الصيغة الآتية؛

“” لغرض الإستفادة من طاقات أنتاج معطلةوفرص عمل ومجالات صناعية ضائعة فإن إسلوب المشاركة مع القطاع الخاص للإستثمار في هذه الصناعة هو المسارالأمثل للوصول الى الهدف المنشود وفق القوانين والتعليمات النافذة ( PPP_ Public Private Partnership)

ويتعهد الشريك المستثمر بما يلي؛

  • تحسين وتطويرطرق التصفية من خلال تأهيل المنشآت الحالية أوإستبدالها وإضافة منشآت حديثة وصولا لإنتاج زيوت أساس ذات جودة افضل أو مستوى أعلى Group-2 .
  • ضمان تسويق المنتوج لتغطية حاجة السوق المحلي وتصدير الفائض الى الأسواق الخارجية.
  • الإستغلال والتوظيف الأمثل لقوى ووسائل الإنتاج الموجودة حاليا والعائدة لتلك المجمعات.

على أن يقوم الشريك الحكوميبتوفير كافة خدمات الإنتاج والمواد الكيمياوية والتشغيلية وبأسعار إستثنائية ومساعدة المستثمر بتبسيط الإجراءات وتقليص الروتين وإستحصال الإستثناءات من التعليمات إن تطلّب ذلك للإسراع بتنفيذ عقد الشراكة والمباشرة بالأنتاج وفقا لخطة مشتركة بما يحقق عوائد مالية مُرضية للطرفين وإسترداد رأس المال بفترة مناسبة تعجّل في إقرار وتنفيذ عمليات التطوير.””

محمد عجام

خبير نفطي                                                                                                         

    عضو هيأة النفط والكيمياوي – جمعية المهندسين العراقية

أيلول 2021

شاهد أيضاً