الصناعات البتروكيمياوية والاسمدة النايتروجينية في العراق – نظرة مستقبلية

لغرض تعظيم الموارد المالية للبلد وتحقيق القيمة المضافة العالية لفوائض الغاز العراقي ( المصاحب والحر ) اضافة للمنتجات الهايدروكاربونية السائلة التي من الممكن استخدامها كمواد مغذية في صناعة البتروكيمياويات والاسمدة النايتروجينية فقد باشرت وزارة الصناعة والمعادن بدءا” من العام 2012 في المضي قدمالاجراء الدراسات الفنية والاقتصادية لمجموعة من تلك المشاريع وبالتعاون مع كبريات الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال وصولا الى جعل العراق مركزا عالميا مهما”لمثل هذا النوع من الصناعات وبما يضاهي مثيلاتها في دول المنطقة والعالم .

قام ذوي الاختصاص بالتخطيط لانشاء عدة مجمعات بتروكيمياوية وعدد آخر من مصانع الأسمدة النايتروجينية في عدد من المحافظات العراقية وبالخصوص محافظة البصرة وضمن الخطة الاستراتيجية للاعوام العشرين القادمة. وقد أجريت دراسات مستفيضة للمواقع المطلوبة لتلك المشاريع العملاقة, وتمت الاستعانة بمختلف وزارات الدولة ذات العلاقة وقد تم تحديد عدد من قطع الاراضي الصالحة لاقامة تلك المشاريع عليها .

ان هذه الخطط التي وضعتها وزارة الصناعة والمعادن في هذا المجال قد تزامنت مع الاليات والبرامج التي سلكتها وزارة النفط خلال الفترة الماضية ومن خلال التوسع الكبير في الانتاج النفطي والغاز المصاحب له والذي ظهر جليا وفق الاسس التي اعدتها وزارة النفط لجولات التراخيص النفطية التي نتوقع من خلالها تحقيق فوائض انتاجية كبيرة يمكن استغلالها في بناء صناعة بتروكيمياوية متطورة في العراق وبما يسهم في تحقيق قيم مضافة جيدة للغاز الطبيعي وبعض المنتجات النفطية اضافة لتنويع مصادر الدخل المحلي وتحقيق فرص عمل كبيرة للكادر المحلي وبما يسهم في تقليل البطالة وبشكل كبير.

تم التخطيط لاقامة خمسة مجمعات بتروكيمياويه كبيره واربعة مصانع لانتاج الاسمده النايتروجينيه وهذا العدد قابل للزياده وعلى ضوء تطوير الصناعه النفطيه الاستخراجيه وكذلك رغبة اصحاب رؤوس الاموال الراغبين في الاستثمار اضافة للمتغيرات السوقية على مدى العشرين عاما القادمة .

أن المعطيات الفنية واللوجستية التي ظهرت من نتائج الدراسات آنفة البحث تشير الى :-

  1. استقدام استثمارات خارجية الى داخل البلد تقدر بـــ 50 مليار دولار امريكي .
  2. استحداث فرص عمل جديدة اثناء فترة البناء الممتدة لعشرين عاما المقبلة وتقدر بمئات الالاف من فرص العمل.
  • إستحداث فرص عمل جديده اثناء التشغيل والانتاج تصل لعشرات الالاف من فرص العمل  داخل المصانع ومئات الالاف من فرص العمل خارج المصانع في الصناعات البلاستيكية الصغيرة والمتوسطة.
  • إنشاء بنى تحتية جديدة في المناطق التي التي ستقام عليها تلك المشاريع تتضمن شبكات طرق وسكك حديدية اضافة لتطوير منصات التحميل والتفريغ في الموانئ العراقية .
  • تطوير المنطقة التي سيقام عليها المشروع اجتماعيا وكذلك عمرانيا من خلال بناء مجمعات تسويقية ومناطق سكنية .
  • بناء صناعة عملاقة وعلى المستوى العالمي من حيث الطاقة الانتاجية ستجعل العراق محط اهتمام المستثمرين العالميين وسوف يسهم في تطوير الواقع المالي والمصرفي في البلد .
  • بناء مراكز تدريب متطورة ونقل التكنلوجيا.
  • إستخدام أحدث التقنيات العلمية الحديثة في الانتاج وتكون صديقة” للبيئة بالدرجة الاولى .
  • تحقيق الاكتفاء الذاتي للعديد من المنتجات البتروكيمياوية التي تستنزف مليارات الدولارات من العملة الصعبة في الوقت الحاضر بسبب الاستيراد .
  • تحقيق الاكتفاء الذاتي وتصدير الفائض من الاسمدة النايتروجينية مما يسهم في تطوير الواقع الزراعي وتحقيق السلة الغذائية للبلد.
  • الاستغلال الامثل لقطع الاراضي التي سيقام عليها المشروع مقارنة بغيرها من النشاطات الاستثمارية .
  • الاستغلال الامثل لفوائض الغاز والمنتجات الهايدروكاربونية السائلة وتحقيق قيمة مضافة عالية مقارنة في استخدامهما في نشاطات اخرى كتوليد الطاقة الكهربائية او حرقها بدون تحقيق اي فائدة .
  • سيصبح العراق لاعبا اساسيا على الصعيد العالمي في صناعة البتروكيمياويات .

وسيتم التطرق في وقت لاحق لتفاصيل تلك المشاريع اضافة للمعوقات والمشاكل التي تواجه تنفيذها بسبب تعدد مصادر القرار وعدم توفر الجدية اللازمة من قبل الحكومات المتعاقبة للبلد.

عبدالكريم العبيدي      

        خبير دولي في الصناعات  البتروكيمياوية والأسمدة

عضو هيأة النفط والكيمياوي – جمعية المهندسين العراقية

شاهد أيضاً